منذ قديم الزمن...
زرع حبه في قلوبنا.
تسلقت جذوره لتمتد في عروقنا وأجسادنا.
حاربنا كثيرا لأجله ، وفقدنا الكثير لأ جله.
امتلك سحرا غريبا في جذب البشر إليه.
البعض قاومه.
والبعض الآخر وقع أسيرا لسحره .
جعل الكثيرين يتعرون من ثياب أخلاقهم ومبادئهم ليخيطوا ثياب نفاقهم بأنفسهم .
جعلت له طرق شتى للوصول إليه .
ووضعت له نزالات يجب خوضها من أجل الفوز به .
تستخدم في تلك النزالات أسلحة متعددة.
تارة مكرا وخديعة ، وتارة إخلاصا وصدق عزيمة .
من يستخدم سلاح المكر والخديعة ، غالبا ما يفوز و ينتصر .
ومن يستخدم سلاح الصدق والإخلاص ،غالبا ما يخسر ويندحر .
بعد أن يناله من استخدموا سلاح المكر والخديعة .
يكون كقناع ساتر لتلك الوجوه القبيحة ، مظهرا إياها بأجمل ما في الخليقة.
لتبدأ هنا لعبة أخرى ذات ضوابط مختلفة وقواعد ماكرة.
فما يتطلبه جمال الخليقة ، هو مبادئ حسنة ، وأخلاق حميدة.
وما تتطلع إليه تلك الوجوه القبيحة ، هي مطامع نفسية ومصالح ذاتية وشهوات قاتلة .
مستغلة ذاك المنصب .
نعم إنه المنصب .
ذاك الذي تتستر خلفه بكل جبن ، تلك الوجوه التي ارتدت قناع الزيف والخداع .
ترونها منتفخة الأوداج محمرة الوجنات ، يتساقط منهالعرق كالقطرات .
منددة شاجبة للظلم ،داعية للحب والإخاء.
وما ذاك إلا ثوب مكر ونفاق.
يخفي خلفه ثورة للشهوات ، وصراعا للنزوات .
وأفعالا سوداء وسمت بالمباحات .
تجارة بالقضايا المصيرية لتحقيق المصالح الشخصية.
ومناداة ببوق القومية ، لتحصيل الغايات النفسية .
سحره أعمى بصائرهم ، وحب البقاء فيه أمات قلوبهم وضمائرهم .
لكم هو غريب ذاك المنصب .
سحره يجعل الكثيرين يتهافتون عليه ، ويبذلون كل شيء من أجل الوصول إليه ،وحين وصولهم، يكون السبب في خسارة الكثيرين منهم لأخلاقهم ومبادئهم .